Home الأخبار العالمية “من أصول باكستانية” حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم في اسكتلندا

“من أصول باكستانية” حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم في اسكتلندا

0
“من أصول باكستانية” حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم في اسكتلندا

“سأكون رئيس وزراء لكل اسكتلندا. سأعمل كل دقيقة من كل يوم لكسب وإعادة كسب احترامكم وثقتكم”، بهذه الكلمات، التي ألقاها في خطاب قبوله قيادة الحزب الوطني الاسكتلندي، بدأ حمزة يوسف خطواته الأولى في منصب الوزير الأول لاسكتلندا، خلفا لنيكولا ستورجون.

وإعلان الفوز بمنصب الوزير الأول (رئيس الوزراء) في اسكتلندا، الذي أُعلن، الاثنين، يُدخل يوسف التاريخ كأول “زعيم أقلية عرقية في حكومة مفوضة وأول مسلم يقود حزبا كبيرا في المملكة المتحدة”، على حد تعبير موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفاز يوسف بنسبة 52٪ من الأصوات، بعد وعود انتخابية عدة من ضمنها تحقيق الاستقلال الاسكتلندي، ومكافحة أزمة تكلفة المعيشة، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والانتقال إلى الطاقة المتجددة، بحسب شبكة “سي أن أن” الأميركية.

وأشار يوسف، البالغ من العمر 37 عاما، إلى خلفيته الخاصة في العديد من المناسبات والصعوبات التي واجهها في حياته بسبب العنصرية، باعتباره مسلما ينتمي إلى أقلية عرقية، لأب من باكستان وأم من كينيا.

وبينما كانت زوجته ووالدته تبكيان، تحدث يوسف عن أجداده بعد مجيئهم إلى اسكتلندا من باكستان في ستينييات القرن الماضي، في خطاب القبول في استاد مورايفيلد في إدنبرة.

وقال، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية: “كمهاجرين بالكاد يتحدثان الإنجليزية، لم يكن بإمكانهم أن يتخيلوا في أكبر أحلامهم أن حفيدهم سيكون يوما ما رئيس الوزراء القادم في اسكتلندا”.

وأضاف: “يجب أن نفخر جميعا بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة مفادها أن لون بشرتك أو إيمانك ليس عائقا أمام قيادة البلد الذي نطلق عليه جميعا الوطن”.

وينظر إلى يوسف باعتباره تجسيدا لاسكتلندا الشاملة والليبرالية اجتماعياً متعددة الأعراق، وهي المبادئ التي يروج لها الحزب الوطني الاسكتلندي.

وأدى يوسف، المولود في غلاسكو، اليمين باللغتين الإنجليزية والأردية عندما تم انتخابه للمرة الأولى في البرلمان الاسكتلندي، في عام 2011، قبل أن يتقدم ليصبح أول مسلم غير أبيض يخدم في مجلس الوزراء الحكومي، وفقا لـ”بي بي سي”.

وحكى يوسف عن تعرضه لانتهاكات عنصرية في غلاسكو، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، بحسب “فرانس برس”.

ويتذكر يوسف معاناته مع العنصرية طول عمله في السياسة، قائلاً: “لقد مررت بأوقات عصيبة بالتأكيد. وقلت لنفسي، يا إلهي، إلى متى سأتحمل مزيدا من الانتهاكات الشخصية؟، خاصة أنني أتعرض أيضًا لقدر هائل من الإساءة عبر الإنترنت أو في الحياة الحقيقية”، بحسب الوكالة الفرنسية.

وأسس والد يوسف، المولود في باكستان، لمسيرة مهنية ناجحة كمحاسب في غلاسكو، بينما ولدت والدة يوسف في كينيا لعائلة من جنوب آسيا.

والتحق يوسف بمدرسة خاصة في غلاسكو، ثم درس السياسة في جامعة غلاسكو، وعمل في مركز اتصال قبل أن يصبح، في عام ٢٠١١، مساعدًا لزعيم الحزب الوطني الاسكتلندي رئيس الوزراء، أليكس سالموند، ليصبح بذلك أول مرشح من الأقليات العرقية يفوز بمقعد في البرلمان الاسكتلندي، وفقا لـ”بي بي سي”.

وانضم يوسف إلى مجلس الوزراء الاسكتلندي في عام 2012، ,شغل مناصب مختلفة بما في ذلك وزير العدل والنقل وآخرها الصحة.

وتزوج من العاملة السابقة في الحزب الوطني الاسكتلندي، غيل ليثغو، في عام 2010، لكنهما انفصلا بعد سبع سنوات، بحسب “فرانس برس”.

وتزوج يوسف للمرة الثانية، في عام 2019، من نادية النخلة، ٣٩ عاما، وهي عضو في الحزب الوطني الاسكتلندي. ولديه طفلة اسمها أمل من زوجته الثانية، وهو أيضا زوج أم، بحسب “بي بي سي” وصحيفة “الغارديان” البريطانية.

وولدت النخلة في اسكتلندا لأب فلسطيني، ولديها أقارب في غزة، وفي عام 2021، تحدثت أنها كانت على اتصال دائم مع شقيقها محمد وزوجته دعاء وأطفالهما الثلاثة وسط الصراع في المنطقة، بحسب موقع “هيرالد اسكوتلاند”.

ورفع يوسف وزوجته الحالية نادية شكوى قانونية ضد إحدى حضانات الأطفال، واتهماها بالتمييز العنصري بعد أن رفضت قبول ابنتهما، بحسب “فرانس برس”.

وبجانب الانتهاكات العنصرية التي واجهها يوسف طوال حياته المهنية، واجه كذلك هجوما شرسا خلال الحملة الانتخابية على قيادة الحزب بشأن اعتناقه الدين الإسلامي، خاصة أنه يؤدي المناسك الإسلامية ويصوم رمضان ويذهب إلى المسجد، بحسب “الغارديان”.

واتُهم بالتغيب عن التصويت النهائي على إباحة زواج المثليين عام 2014 بعد تعرضه لضغوط من زعماء مسلمين، وهي تهمة ينفيها يوسف، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية.

ويقول زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي الشاب إن تجربته الخاصة كأقلية عرقية تعني أنه سيكافح لحماية حقوق جميع الأقليات، بما في ذلك المثليين والمتحولين جنسيا، بحسب وكالة “فرانس برس” للأنباء.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here