Home السودان السودان أمام كارثة إنسانية كبيرة مع تصاعد وتيرة الحرب والقتال المستمر!

السودان أمام كارثة إنسانية كبيرة مع تصاعد وتيرة الحرب والقتال المستمر!

0
السودان أمام كارثة إنسانية كبيرة مع تصاعد وتيرة الحرب والقتال المستمر!

تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لليوم الثالث على التوالي، ما أدى إلى سقوط مقتل أكثر من 180 في صفوف المدنيين، في حين أعلن الجانبان تحقيق إنجازات ميدانية، وسط جهود عربية ودولية لوقف القتال بين الجانبين.

وقال رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس في مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مغلقة بشأن الوضع في السودان إنّ الحصيلة الأولية للمعارك هي أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح.
وحذّرت متاجر البقالة القليلة التي لا تزال مفتوحة من أنّها لن تصمد أكثر من أيام قليلة إذا لم تدخل شاحنات المؤن إلى العاصمة

وذكر تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، الأحد، أن الكثير من العاملين بالمستشفيات السودانية يعانون من ضغوطات كبيرة، في وقت تلتهب فيه المعارك الميدانية.

وأدى القتال إلى وصول المستشفيات السودانية حد الانهيار، حيث ينام الأطباء المرهقون على الأرضيات، وسط إجراء عمليات جراحية مكثفة مثل بتر الأطراف، فيما يعاني آخرون من نقص حاد في إمدادات الدم، بينما يكافحون لعلاج مئات الجرحى.

وقال علي بشير، نائب رئيس اللجنة المركزية لأطباء السودان والمسؤول الطبي بمستشفى الجودة بوسط الخرطوم إن الأوضاع صعبة.

وأضاف أن التأخير في طلب المساعدة الطبية يعني أن العديد من الجرحى سينزفون حتى الموت في الطريق أو حتى على أرضية المستشفى عند وصولهم.

وقال أحمد الطيب، استشاري الجراحة العامة بمستشفى الخرطوم العام، إن هناك نقصا كبيرا بوحدات الدم، وصعوبة في علاج الجرحى ووصولهم إلى المستشفى، وهو يعمل بلا توقف على المصابين بأعيرة نارية منذ نحو 36 ساعة.

وأشار إلى أن بعض المرضى حوصروا بالمستشفيات، وأن المستشفى الذي يعمل فيه والعديد من المستشفيات الأخرى تقع بالقرب من وسط المدينة، وعلى بعد أقل من كيلومتر واحد من المقر العسكري المتنازع عليه بشدة.

وأضاف أن طبيبين قتلا بينما كانا يحتميان في منزليهما، وقتل طالب طب في السنة الأخيرة بالرصاص وهو في طريقه إلى المستشفى، السبت.

وفي مدينة الفاشر بإقليم دارفور غرب السودان، قال محمد عبد الرحمن، من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إن فتاتين تبلغان من العمر حوالي 5 و9 سنوات قتلتا بقذائف الهاون، وإن ستة مدنيين على الأقل قتلوا ووصل أكثر من 110 جرحى إلى المستشفى يومي السبت والأحد.

وأضاف أن المستشفى الصغير مكتظ بالجرحى لأن المستشفى التعليمي الأكبر في المنطقة قريب جدا من الخطوط الأمامية، وأن الأطباء المصابين والجرحى والمرضى مستلقون على الأرض وفي الفناء، والموظفون يبحثون عن الإمدادات الطبية من الصيدليات المحلية.

وأوضح أنه يتم نقل الجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات بتر من وإلى غرفة العمليات قبل أن يتم تنظيفها، وهناك اثنين من الجراحين المنهكين يعملان في نوبات مختلفة.

وفي مستشفى “سلمى” لعلاج الكلى في الخرطوم، ولم يتوقع أحد أن يتحول المركز الطبي الهادئ إلى ساحة حرب، تحاصرها الدبابات والمدافع، وتحوم في سمائها الطائرات والقذائف.

وتوفي مريض وأصيب مرضى آخرون، بينهم طفل، في الاشتباكات حول المستشفى وداخله.

مشاهد رعب لم يكن يتخيل الصحفي السوداني، ضياء السيد، أن يشهدها في المستشفى الذي ذهب إليه، السبت، لإجراء كشف طبي دوري، دأب على إجرائه منذ عملية زراعة كلى خضع لها في المستشفى ذاته، في فبراير.

ومن داخل مستشفى سلمى أيضا، يقول الطبيب محمد عبد الله في تقرير سابق لموقع “الحرة” إن القوات المتحاربة حاصرت المركز الطبي، وحاول الأطباء ومساعدوهم إبعاد المرضى سريعا عن النوافذ لحمايتهم من الزجاج المتطاير، لكن القصف كان كثيفا.

وتحدث عبد الله عن مأساة الذين أجروا عمليات خطيرة قبل يومين أو ثلاثة أيام فقط. هؤلاء لم يتمكنوا من الحركة سواء للهرب أو حتى للاحتماء من القذائف. وكان بعضها يتساقط على بعد مترين أو ثلاثة من غرف العناية المركزة.

وخلال حديثه، كان لا يزال الصحفي عالقا في المستشفى، مع الكادر الطبي وآخرين. ومنذ حوالي 30 ساعة لم يتمكن من العودة إلى منزله، كما يروي لموقع “الحرة”، بسبب الاشتباكات التي لا تزال مستمرة.

وكان المستشفى غاصا بالمرضى، بعضهم حضر لإجراء عملية وآخرون لغسيل الكلى، لكن القتال أدى إلى توقف العمل تماما في أجهزة الغسيل الكلوي وغرف العمليات، وفقا لما قاله الطبيب عبد الله، مضيفا أن السودان يواجه أزمة إنسانية وطبية كبيرة، تتمثل بنقص الأدوية والغذاء والغاز اللازم لتشغيل المولدات.

وحذر أطباء من أن استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “سيدخل البلاد في كارثة إنسانية وطبية كبيرة”، في ظل النقص الكبير للأدوية والمعدات الذي تعاني منه المستشفيات.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here