تركيا تتوقع تصدير أول شحنة حبوب أوكرانية خلال أسبوعين

0
تركيا تتوقع تصدير أول شحنة حبوب أوكرانية خلال أسبوعين

بدأ مركز تنسيق تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر الممر الآمن في البحر الأسود عمله في إسطنبول بإدارة مشتركة من تركيا، وروسيا، وأوكرانيا، والأمم المتحدة، بينما توقعت أنقرة خروج الشحنة الأولى في غضون أسبوعين، واكتمال عملية خروج أكثر من 25 مليون طن عالقة بالموانئ الأوكرانية حتى نهاية العام.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار رسمياً، في مؤتمر صحافي، اليوم (الأربعاء)، افتتاح المركز بموجب الاتفاقية الرباعية الموقعة بين كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في 22 يوليو (تموز) الحالي بإسطنبول.

وقال أكار إن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية سيعود بالنفع على العالم، مشيراً إلى أن أكثر من 25 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة بالموانئ، وإن هدف مركز التنسيق هو تأمين تصدير الحبوب من 3 موانئ أوكرانية، وإن التخطيط لتصدير أولى شحنات الحبوب الأوكرانية مستمر، ولا حاجة لنزع الألغام من الموانئ الأوكرانية في هذه المرحلة.

وأعلنت البحرية الأوكرانية، اليوم، أن الموانئ الأوكرانية الثلاثة المخصصة لتصدير الحبوب «استأنفت عملها»، رغم أنه لا يزال يتعين بذل الجهود لضمان سلامة القوافل. وقالت البحرية الأوكرانية على تطبيق «تليغرام»: «في إطار توقيع اتفاق حول فتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب، استأنفت موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني (بيفديني) العمل.

وأضافت أن «خروج السفن ودخولها إلى الموانئ سيتمّان عبر تشكيل قافلة ترافق السفينة الرائدة. لكن هذا سيسبقه عمل شاق لتحديد الطرق الآمنة».

في الوقت ذاته، أعلنت قيادة البحرية الأوكرانية أن موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني (بيفديني) استأنفت العمل، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقضي الاتفاقية الرباعية الموقعة في إسطنبول، والمحددة بإطار زمني يبلغ 120 يوماً قابلة للتمديد حال عدم انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والهادفة إلى استئناف صادرات الحبوب والمنتجات الزراعية لتخفيف أزمة الغذاء العالمية، بأن يشرف مركز التنسيق المشترك في إسطنبول على عمليات المغادرة من الموانئ الأوكرانية الثلاثة، حيث ستبحر السفن بعيداً عن الألغام، من خلال عمليات إرشاد من جانب البحرية الأوكرانية. وسيقوم المركز بتفتيش السفن المقبلة للتأكد من عدم حملها أسلحة أو معدات عسكرية، وتمر جميع السفن عبر مضيق البوسفور في إسطنبول.

وعين جميع الأطراف ممثلين عنها في مركز التنسيق المشترك لمراقبة تنفيذ الاتفاق، الذي كاد ينهار عندما أطلقت روسيا صواريخ على ميناء أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، السبت الماضي، بعد مرور 12 ساعة فقط على مراسم توقيعه في إسطنبول، لكن موسكو وكييف قالتا إنهما ستمضيان قدماً في الاتفاق.

وتوقع المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن تنطلق السفن المحملة بالحبوب في غضون أسبوعين، مشيراً إلى أن اتفاقية إسطنبول وُقّعت بعد التوصل إلى توافق بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر كالين، في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية، نقلتها وسائل الإعلام التركية الأربعاء، أن هذا التطور في حال استمراره وحصوله على دعم جميع الأطراف فإن من شأنه أن يساعد أيضاً على بناء الثقة بين الطرفين لإعداد الأرضية اللازمة لتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق نار وتبادل الأسرى وإحلال السلام.

وأشار إلى أن تركيا شعرت بالانزعاج عندما وقع هجوم السبت الماضي على ميناء أوديسا الأوكراني، وبحثت الموضوع على الفور مع الجانبين الروسي والأوكراني، وأنها تنتظر من جميع الأطراف الالتزام تماماً بشروط اتفاق شحن الحبوب الذي يخدم الروس والأوكرانيين معاً.

وتسمح الاتفاقية بتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا إلى جانب المنتجات الزراعية والأسمدة من روسيا… وقال أكار: «يمكننا أن نتوقع انطلاق السفن الأولى في غضون أسبوعين، وهذا مرتبط إلى حد ما بمدى استعداد الدولتين لذلك»، لافتاً إلى أن الاتفاق أُبرم لمدة 4 أشهر لكن يمكن تمديده بشكل تلقائي في حال التوصل إلى توافق بين الطرفين.

وأوضح كالين أن خروج سفن الحبوب من الموانئ الأوكرانية سيكون تحت سيطرة السلطات المحلية بشكل كامل، ثم تتبع هذه السفن طريقاً معيناً، يبلغ به مركز إسطنبول في كل مرحلة، وعند دخولها المياه الإقليمية التركية ستستمر مراقبة السفن، وسيجري تفتيشها بالقرب من إسطنبول عند نقطة معينة، وسيتم تطبيق إجراء مماثل للسفن العائدة».

وأكد كالين أهمية إبقاء تركيا باب الدبلوماسية مفتوحاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «إذا أحرق الجميع الجسور مع روسيا، فمن سيتحدث معهم؟ وقد رأينا من خلال التوصل للاتفاقية مدى أهمية العمل التركي المتوازن».

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي في 5 أغسطس (آب) المقبل لتبادل وجهات النظر حول عمل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، ومدى توافق عمل المركز مع الاتفاقية المبرمة بين روسيا وأوكرانيا في حضور تركيا وهيئة الأمم المتحدة بشأن الحبوب، إلى جانب قضايا التعاون العسكري التقني بين البلدين، بحسب ما أعلنت أنقرة وموسكو.

وقال المتحدث الرسمي باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، اليوم: «إن التعاون العسكري التقني بين البلدين مدرج باستمرار على جدول الأعمال، وحقيقة أن تفاعلنا يتطور في هذا القطاع الحساس يشير إلى أن النطاق الكامل لعلاقاتنا بشكل عام على مستوى رفيع للغاية، وشملت الاتصالات الأخيرة بين الرئيسين موضوع التعاون العسكري التقني بأبعاده المختلفة».

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، إن موسكو تعول على الأفضل فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقيات الحبوب الموقعة في إسطنبول، لكنها لا تستطيع استبعاد فشلها…»، مضيفاً: «لا يمكن استبعاد أي شيء في حياتنا… الأمر لا يعتمد فقط على روسيا، لكن أيضا على الظروف الأخرى… الجانب الروسي يعول على الأفضل».

وأشار رودنكو إلى أن مغادرة أولى السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية إلى البحر الأسود بموجب اتفاقية إسطنبول، بناءً على تقييم الزملاء الأتراك، قد تبدأ في المستقبل القريب.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here