بوضعه على قائمة الإنتربول.. هل تسلم الإمارات زعيم المافيا التركي لأنقرة؟

0
بوضعه على قائمة الإنتربول.. هل تسلم الإمارات زعيم المافيا التركي لأنقرة؟

يعتبر الطلب الرسمي التركي خطوة هي الأولى من نوعها، منذ بدء بكر نشر تسجيلاته المصورة

طلبت تركيا بشكل رسمي من دولة الإمارات اعتقال “زعيم المافيا”، سادات بكر المعروف منذ أشهر بتسجيلاته المصورة وتغريداته المثيرة للجدل، والتي تحدث فيها عن مزاعم فساد وقتل واغتصاب ومخدرات ضد بعض أقوى الشخصيات الحكومية.  

وتقدمت بالطلب وزارة العدل التركية، وبحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول” شبه الرسمية الأربعاء فقد طلبت اعتقال بكر “مؤقتا” تمهيدا لتسليمه، بعد صدور قرار من الإنتربول بحقه.  

ووفقا لمعلومات نشرتها صحيفة “صباح” المقربة من الحكومة أصدر الإنتربول نشرة حمراء في 1 فبراير للبحث عن بكر دوليا في 194 دولة. 

وجاء ذلك “في نطاق مذكرات التوقيف الصادرة عن محكمة الجنايات الخامسة في بورصة، ومحكمة الأناضول الجنائية السادسة عشرة في إسطنبول”. 

وأوضحت “صباح” أن “الرسالة المرسلة إلى الإمارات العربية المتحدة، ذكّرت فيها وزارة العدل التركية بطلبات التسليم التي أعدها مكتب المدعي العام في إسطنبول الأناضول وبورصة”. 

ولم يصدر أي تعليق من جانب الإمارات حتى اللحظة، فيما يعتبر الطلب الرسمي التركي خطوة هي الأولى من نوعها، منذ بدء بكر نشر تسجيلاته المصورة، والتي كان أولها في شهر مايو 2021. 

ويأتي ما سبق بعد أيام من زيارة أجراها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان إلى أبو ظبي، حيث التقى ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد ومسؤولين إماراتيين آخرين.  

وفتحت الزيارة “حقبة جديدة” في العلاقات بين البلدين، بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، فيما انتهت بالتوقيع على أكثر من 10 اتفاقيات، شملت الاقتصاد والصحة والزراعة والدفاع.  

من هو سادات بكر؟  

تعود قصة سادات بكر الذي يعرف داخل الأوساط التركية بأنه “أشهر زعماء المافيا في البلاد” إلى مطلع شهر مايو 2021. 

وفي ذلك الوقت نشر تسجيل مصور عبر قناته في “يوتيوب”، وجه في اتهامات “مثيرة للجدل” لأسماء سياسية وحزبية معروفة في البلاد بالوقوف وراء أعمال غير قانونية، وأخرى تتعلق بانتهاكات وممارسات غير مشروعة. 

ولم يتوقف سادات بكر عند تسجيل واحد، بل أتبعه بأكثر من ثمانية تسجيلات، كان أبرزها تلك التي استهدف فيها وزير الداخلية، سليمان صويلو، وأسماء حزبية وسياسية تعرف بقربها من الحزب الحاكم “العدالة والتنمية”، كبن علي يلدريم ونجله. 

وأحدثت تلك التسجيلات هزة في الداخل التركي، وحتى الآن ما تزال ارتداداتها قائمة، سواء داخل الأوساط المعارضة أو المؤيدة للحزب الحاكم. 

وسبق وأن قال سادات بكر إنه غادر إلى دولة الإمارات العربية، دون أن يكشف أي تفاصيل أخرى عن كيفية وصوله إليها، أو يدعم ذلك بتأكيدات موثقة، لاسيما أنه مطلوب أمنيا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، منذ أكثر من عامين، بتهم تتعلق بـ”الجريمة المنظمة” وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية. 

“الريّس” 

في أثناء وجوده داخل الأراضي التركية وعقب هروبه منها حظي سادات بكر بـ”شعبية”، حتى أنه لقب لفترات طويلة بـ”الريس سادات بكر”.  

وفي يونيو 2020 نشر مجموعة من الجنود تسجيلا مصورا من ثكناتهم على موقع التواصل “تويتر”، وهنأوا فيه بكير بعيد ميلاده.  

وقالوا وفق التسجيل الذي ما يزال منشورا حتى الآن: “عيد ميلاد سعيد يا ريس. نقبل يديك”. كما أضافوا: “اليوم هو عيد ميلاد قائدنا سادات بكر، عيد ميلاد سعيد يا قائدنا، نتمنى لك عيشة هنية”. 

كما نشرت أخبار وصور عبر وسائل إعلام تركية، في ربيع عام 2018، وأفادت بتقديم سادات بكر عددا من سيارات الدفع الرباعي ودروع واقية من الرصاص للفصائل السورية التي تدعمها تركيا في ريف حلب الشمالي، لقاء ما قدموه “في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون”. 

واسم سادات بكر معروف على نطاق واسع في تركيا، منذ تسعينيات القرن الماضي، من كونه أكبر زعماء المافيا البارزين، وهو من مواليد ولاية سكاريا عام 1971، ودخل إلى السجن وخرج منه لعدة مرات (1971، 2005، 2007، 2017) في السنوات الماضية. 

وقبل هربوه من تركيا في فبراير 2020 كان من اللافت أن اسمه ارتبط بقربه من الأوساط الحاكمة، سواء حزب “العدالة والتنمية” أو حليفه “حزب الحركة القومية”، وهو ما بدا في تصريحات متفرقة له، إلى جانب صور وثقت دعمه لهذين الحزبين. حيث كان يرفع بيده اليمنى شعار “بوزكورت” للذئب الرمادي الذي تتبناه الحركات اليمينية القومية وبيده اليسرى “شعار رابعة” الذي تتبناه أوساط “العدالة والتنمية”. 

وهذا ما زاد من حالة الجدل المحيطة بقضيته، خاصة أن ما فعله يعتبر انقلابا على تاريخيه القديم بشكل كامل، بينما لم يسبق لاتهاماته مثيل منذ عقد تقريبا. 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here