تحقيق “نيويورك تايمز”: أبو عاقلة قتلت برصاصة أُطلقت من اتجاه الجيش الإسرائيلي

0
تحقيق “نيويورك تايمز”: أبو عاقلة قتلت برصاصة أُطلقت من اتجاه الجيش الإسرائيلي

أفاد تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قبل أمس الاثنين، بأن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قُتلت على ما يبدو على يد جندي إسرائيلي في جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف التحقيق، الذي استند إلى مقاطع فيديو وإفادات شهود العيان، فإن الرصاصة التي قتلتها أُطلقت من المنطقة التي كانت تقف فيها قوة من الجيش الإسرائيلي، وتم من ذلك المكان إطلاق 16 رصاصة.

كما حدد التحقيق عدم وجود مسلحين فلسطينيين بالقرب من شيرين أبو عاقلة، بشكل يتناقض مع استنتاجات تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ادعى أن هناك احتمالين لمصدر إطلاق النار: مسلحون فلسطينيون، أو جندي إسرائيلي أطلق النار على مشتبه به وقف بجانب أبو عاقلة.

إلى جانب ذلك، لاحظ تحقيق الصحيفة الأميركية أنه لم يتم العثور على دليل على أن مطلق النار شخّص أبو عاقلة أو السترة التي كانت ترتديها، وتدل على أنها صحفية.

تستند “نيويورك تايمز” إلى مقاطع فيديو تم جمعها من صحفيين وكاميرات أمنية وعدد من المارة، بالإضافة إلى مقابلات مع سبعة شهود. كما تم تقديم هذه الإفادات للمراجعة من قبل خبراء.

كما قام أربعة صحفيين من قبل الصحيفة بزيارة المنطقة التي قتلت فيها أبو عاقلة.

من بين أمور أخرى، وجد التحقيق أنه على الرغم من تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في عدة نقاط في جنين، إلا أن مقاطع الفيديو التي تم التقاطها قبل ثوان من مقتلها وبعدها لم تظهر مسلحين فلسطينيين في جوارها.

بحسب “نيويورك تايمز”، فإن شهادات سبعة صحفيين ومارة كانوا في الموقع تدعم هذا الادعاء.

في إطار التحقيق، حلل خبيران الصوت المسموع في مقاطع الفيديو التي التقطها مصور الجزيرة الذي كان برفقة أبو عاقلة في أثناء التغطية في جنين.

وحاول الخبراء روبرت سي ماهر، خبير صوتيات الرماية من جامعة والية مونتانا، وستيفن بيك، مستشار الصوتيات السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، تقديم إجابات لمسألة المسافة بين أبو عاقلة ومركبة الجيش الإسرائيلي التي تم الاستنتاج بأنه تم إطلاق النار من داخلها.

وقدر بيك أنه تم إطلاق النار من مسافة 170 إلى 196  متراً، لكن وفقاً للإفادات، شوهدت أول مركبة في قافلة الجيش الإسرائيلي على بعد أمتار قليلة من المسافة التي احتسبها الخبراء، قرابة 200 متر من المكان الذي قتلت فيه أبو عاقلة.

يذكر أن الاستنتاجات المرحلية التي توصل إليها الجيش الإسرائيلي حددت أن المسافة بين السيارات والصحفية كانت قرابة 200 متر. لكن صحيفة “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن أيا من الإفادات التي تم استعراضها لم تربط بين المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا في المنطقة وإطلاق النار.

موضوع المسافة بين مطلق النار المحتمل وأبو عاقلة نوقشت بالفعل في اليوم الذي قتلت فيه. لذلك نشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو يظهر فيه مسلح فلسطيني وهو يطلق النار باتجاه زقاق، ولم يزعم أن إطلاق النار هذا تسبب بمقتل أبو عاقلة.

بدورها، نشرت شبكة الجزيرة القطرية، الأسبوع الماضي، صورة للرصاصة التي قُتلت بها مراسلتها في فلسطين، شيرين أبو عاقلة، وقالت إنها من عيار 5.56 ملّم التي تستخدمها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وانطلقت من بندقية من طراز (M4).

اغتيال شيرين أبو عاقلة

قتلت شيرين أبو عاقلة، وهي صحفية فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية، صباح الأربعاء 11 أيار/مايو الماضي، برصاصة في الرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية وقناة الجزيرة.

الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، مواطنة مقدسية وتعمل منذ عام 1997 مراسلة لشبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، في القدس.

ونعت قناة الجزيرة شيرين ووصف بيان لها مقتل مراسلتها بـ “الاغتيال بدم بارد”، وحملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية، ولاحقاً قررت القناة إحالة ملف “اغتيال” أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وفي مراسم تشييع جثمان أبو عاقلة في القدس الشرقية، بعد يومين من مقتلها، وثقت كاميرات المشيعين ووسائل الإعلام اعتداء الشرطة الإسرائيلية على الموكب، الأمر الذي أدى إلى صدور إدانات دولية للاعتداء “العنيف” على الجنازة.

 

المصادر الإضافية : نيويورك تايمز

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here