مع مرور قرابة أربعة أعوام على تفشي وباء كورونا، كشف تقرير استخباراتي سري قدم مؤخرًا إلى البيت الأبيض وأعضاء بارزين في الكونغرس، أن وزارة الطاقة الأمريكية خلصت إلى أن جائحة كورونا العالمية نشأت على الأرجح من تسرب مختبري.

ويسلط التقرير الجديد الضوء على حقيقة توصل الكيانات الاستخباراتية المختلفة إلى استنتاجات متباينة حول أصل الوباء، حيث انضمت وزارة الطاقة الأمريكية الآن إلى معسكر مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي استنتج أن الفيروس انتشر على الأرجح بسبب حادث مؤسف في مختبر صيني، في حين هناك 4 وكالات أخرى إلى جانب لجنة المخابرات الوطنية الأمريكية، تعتقد أن الوباء نتج عن الانتشار الطبيعي للفيروسات، بينما لم تقرر وكالتان أخريان.

ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يأتي استنتاج وزارة الطاقة كنتيجة لمعلومات استخباراتية جديدة، ويعتبر مهمًا بالنظر إلى الخبرة العلمية الكبيرة للوزارة وإشرافها على شبكة من المختبرات الوطنية الأمريكية، التي يجري بعضها أبحاثًا بيولوجية متقدمة.

ومع ذلك أشارت مصادر اطلعت على التقرير السري إلى أن وزارة الطاقة أصدرت استنتاجها “بثقة منخفضة”.

في حين توصل مكتب التحقيقات الفيدرالي سابقا إلى استنتاج “بثقة معتدلة”، مفاده أن الوباء كان على الأرجح نتيجة لتسرب معمل في عام 2021، ولا يزال المكتب متمسكا بهذا الرأي.

يذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يوظف كادرًا من علماء الأحياء الدقيقة وعلماء المناعة وغيرهم من العلماء، ويدعمه المركز الوطني للتحليل الجنائي البيولوجي، الذي تم إنشاؤه عام 2004 في مدينة فورت ديتريك في ولاية ماريلاند، لتحليل الجمرة الخبيثة والتهديدات البيولوجية الأخرى المحتملة.

ورفض المسؤولون الأمريكيون الكشف عن تفاصيل المعلومات الاستخباراتية والتحليلات الجديدة التي دفعت وزارة الطاقة إلى تغيير موقفها.

وأضافوا أنه بينما تقول كل من وزارة الطاقة ومكتب التحقيقات الفيدرالي إن الوباء كان نتيجة تسرب غير مقصود في المختبر، إلا أنهم توصلوا إلى هذه الاستنتاجات لأسباب مختلفة.

ويوضح التقرير أن مسؤولي المخابرات لا يزالون يعملون على جمع الأدلة حول منشأ الوباء العالمي، الذي قتل أكثر من مليون أمريكي منذ بدء انتشاره قبل أكثر من 3 سنوات.

من جانبه لا يزال مجلس المخابرات الوطني المسؤول عن إجراء التحليلات الإستراتيجية طويلة الأمد، و4 وكالات أخرى لم يحددها المسؤولون، يعتقدون “بثقة منخفضة” أن الفيروس نشأ عن الانتقال الطبيعي للفيروسات من حيوان مصاب.

وأكد مسؤول استخباراتي أمريكي بارز أن مجتمع المخابرات أصدر التقرير، الذي لم يكشف عن وجوده من قبل في ضوء ظهور معلومات استخباراتية جديدة، ودراسة المزيد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية والتشاور مع خبراء من خارج الحكومة.

يذكر أن التقرير المحدث والذي يبلغ حجمه 5 صفحات، لم يتم إعداده بطلب من الكونغرس، بل بطلب المشرعين، خاصة الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، الذين يعملون على تحقيقاتهم الخاصة في منشأ الوباء ويضغطون على إدارة الرئيس جو بايدن ومجتمع المخابرات للحصول على مزيد من المعلومات.

ولم يذكر المسؤولون ما إذا كان سيتم إصدار نسخة علنية من التقرير.