Home الشرق الأوسط “مأساة الزلزال نعمة للأسد”. دبلوماسية الكوارث أعادت له دائرة الضوء .. بينما لا يزال الديكتاتور المنبوذ

“مأساة الزلزال نعمة للأسد”. دبلوماسية الكوارث أعادت له دائرة الضوء .. بينما لا يزال الديكتاتور المنبوذ

0
“مأساة الزلزال نعمة للأسد”. دبلوماسية الكوارث أعادت له دائرة الضوء .. بينما لا يزال الديكتاتور المنبوذ

رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن بشار الأسد يستخدم دبلوماسية الزلازل بهدف العودة إلى المسرح الدبلوماسي العالم.

الصحيفة وفي تقرير أعده ديكلان وولش قال إن الزلزال قذف الرئيس الديكتاتوري إلى دائرة الضوء العالمية ومنحته فرصة للتقدم خطوة إلى المسرح العالمي عبر دبلوماسية الكارثة. وقال ساخرا تلقى الأسد المنبوذ بسبب قصفه وتعذيبه شعبه سيلا من رسائل العزاء والتعاطف والانتباه من دول أخرى.

الصحيفة أضافت: القادة العرب الذين تجنبوه لعقد أمسكوا بالهاتف واتصلوا به، وهبطت الطائرات المحملة بالملابس والمساعدات من دول أخرى، وليس من حلفائه الروس والإيرانيين فقط.

نيويورك تايمزنقلت عن الباحث إميل هوكايم، المحلل في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية والدولية في لندن قوله “لا شك بأنها لحظة مهمة للأسد” و”مأساة للسوريين هي مكسب للأسد لأن أحدا لا يريد إدارة هذه الفوضى”.

ورغم ذلك لم يتغير الكثير على وضع الأسد، وبخاصة العقوبات الأمريكية والأوروبية لاستخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه والتهجير القسري للسكان من مناطق المعارضة وانتهاكات أخرى.

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن الهزات الأرضية والكوارث الطبيعية قد تكون خطيرة على الأنظمة السياسية، فهزة أرضية في المكسيك عام 1986 أدت لتغيير في النظام السياسي بسبب رد الحكومة الضعيف، وكذا في تركيا عام 1999 والتي أدت لصعود الرجل القوي رجب طيب أردوغان.وإن لم تفعل شيئا فكارثة الهزة الأرضية في 6 شباط/فبراير عرت الوضع المثير للشفقة لسوريا في ظل الأسد. وبعد عقد من الحرب استطاع النظام استعادة معظم المناطق من المعارضة، والفضل يعود للقصف الجوي الذي لا يرحم من الروس، حيث سكتت المدافع وانتهت المعارك الكبرى. إلا أن الأسد خرج مفلسا من الحرب ويسيطر على بلد متشرذم ويحكم جزءا منه.

الاقتصاد السوري الذي أصبح منهكا دفع السوريين للهروب إلى الدول العربية الأخرى أو تركيا وأوروبا ومن ظلوا في البلاد أنهكهم الجوع والتعب. وفي الأيام التي تبعت الكارثة الأرضية، بدا الأسد يرقص رقصة حرب فارغة، ففي الوقت الذي تدفق فيه الدعم الدولي لتركيا لم يصل إلا جزء قليل منه إلى سوريا، وجاء من إيران وروسيا، مما كشف عن محدودية التحالف الذي استخدمه الأسد لحماية نفسه من بقية العالم. وعلقت دارين خليفة، من مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل قائلة إن فكرة مسارعة إيران وروسيا للمساعدة “تتلاشى”، فهما لا تأتيان إلا عندما تكون هناك معركة و”ليس عندما يعاني السوريون”.

دبلوماسية الزلزال التي يستخدمها الاسد تسهل الأمور وهي أقل كلفة لعدد من الدول لكي تتحدث معه، كما يقول هوكايم. إلا أن شيئا لم يتغير بالنسبة لسوريا من جانب أمريكا وأوروبا، وقد خففت واشنطن، مؤقتا من العقوبات للسماح بدخول الأموال والمساعدات للمناطق المنكوبة وكل هذا لن يغير من وضع سوريا كدولة منبوذة، كما تقول خليفة. ويظل التعاطف مع سوريا تعبيرا عن جهود تحاول تخفيف تأثير إيران وتركيا في سوريا أو ردة فعل على الضغوط الدولية. وهو في معظمه تعبير عن اعتراف بالواقع السياسي وأن قبضة الأسد على السلطة لن تخف في أي وقت قريب. قال أرون لوند، الخبير في سوريا بمؤسسة القرن الأمريكية “لم يعد هناك أحد يريد الإطاحة بالأسد” و”هم يحاولون النظر في شروط دمجه ونجاته”.

الصحيفة خلصت إلى أن فتح الأبواب للأسد مع الخارج لا يعني نهاية الأزمة، فقد يؤدي لأزمات داخلية نابعة من الأوضاع الاقتصادية، فقد ضربت الهزة حلب التي خاضت فيها قواته مواجهات دموية مع المعارضة قبل انتصارها عليها عام 2016 وكذا اللاذقية على البحر المتوسط. وفقط في الصيف الماضي تجول الأسد مع أولاده في حلب متعهدا بإعادة بنائها، ثم عاد الأسبوع الماضي إليها مع زوجته وزار الجرحى وصافح المنقذين الروس، كما يواجه الأسد غضبا داخليا نظرا للرد الضعيف على الأزمة ومخاوف من حرف المساعدات إلى مناطقه عبر الفساد.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here