Home الشرق الأوسط زلزال تركيا وسوريا : التضليل الإعلامي و استغلال مأساة الزلزال تعرقل جهود الإغاثة

زلزال تركيا وسوريا : التضليل الإعلامي و استغلال مأساة الزلزال تعرقل جهود الإغاثة

0
زلزال تركيا وسوريا : التضليل الإعلامي و استغلال مأساة الزلزال تعرقل جهود الإغاثة

قال مدير جمعية “فول فاكت” للتحقق من المعلومات عبر الإنترنت، إن عمليات التضليل الإعلامي والأخبار المزيفة بشأن الزلزال في تركيا، تعرقل جهود الإغاثة، وحملات الناشطين.

وأشار عباس بانجواني، في مقاله بصحيفة الغارديان، ترجمته “عربي21″، إلى فيديو انتشر بعد الهزة الأرضية الأخيرة، حيث صور بناية مغلقة بالدخان على ميناء قبل الانفجار وتحت اللقطات تعليق “محطة نووية” ستنفجر في تركيا، باستثناء أن البلد ليس فيه مفاعل نووي عامل.

وفي الحقيقة، كانت الصورة تتحدث عن انفجار مخازن على ميناء بيروت عام 2020، حيث تركت كميات من الأسمدة ونترات الأمونيوم دون اعتبار لمعايير السلامة لعدة سنوات، قبل أن تحدث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ.

ويعلق الكاتب بأن الفيديو هو واحد من عدة أشرطة فيديو انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وزعمت كذبا أنها مأخوذة من مناطق الكارثة التي ضربت تركيا. وتقوم منظمات التحقق من الحقائق مثل فول فاكت بفحص حقيقة ما في المحتويات على وسائل التواصل للحد من المخاطر والتضليل.

لكن المتحققين من المعلومات في الميدان يواجهون مصاعب كبرى من ناحية توسع جهودهم، ففي يوم الثلاثاء، اتصلت منظمة شقيقة في تركيا وهي “تييت”، وطلبت المساعدة للحد من مد عمليات التضليل.

ونقلت عن المتحققين من المعلومات في المنظمة السورية فيرفاي- سي قولهم إنهم أوقفوا عملهم بسبب دمار بيوتهم. ومع زيادة عدد القتلى الآن إلى أكثر من 35.000 ضحية، فمن المهم حصول العاملين في الإغاثة على منفذ للمعلومات المضللة على الإنترنت لتجنب الوقوع في المخاطر. وقال الكاتب إن المعلومات الخاطئة عادة ما تعرقل عمل الإغاثة أثناء الكوارث.

وعادة ما يعتمد الناس والمنظمات على اللقطات الموضوعة على الإنترنت لتحديد هوية الذين تأثروا أو جمع الأشخاص مع عائلاتهم. ومنذ عام 2017 يحاول الصليب الأحمر الكندي مساعدة الناس حول اعتمادهم على معلومات الضحايا أو أي معلومات يعثرون عليها.

وعادة ما تقود المحتويات المضللة على الإنترنت لمنع من يحاولون مساعدة الأشخاص الحصول على المعلومات الصحيحة والمساعدة المطلوبة. وبالنسبة للناس الذين تأثروا بهذه المأساة فآخر شيء يريدونه هو رؤية قنوات المعلومات التي تصلهم عبر الإنترنت مغمورة بالتضليل.

ولا يستحق الضحايا استغلال مأساتهم من أجل الحصول على مشاركات، سواء كان حسنة النية أم لا. إلى جانب هذا، تطلب بعض الحسابات من المعجبين التبرع مباشرة من أجل مساعدة جهود الإغاثة كما يزعمون. وفي ظل عدم صحة المحتويات التي تنشر، فهناك إمكانية استغلال من وضعوها الكارثة لمصالحهم الشخصية.

وجمعت المؤسسات الرسمية مثل لجنة الطوارئ للكوارث أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني. ومن المهم منع اللاعبين الأشرار من استثمار رغبة المساعدة التي يريد الناس تقديمها في أوضاع كهذه. ومن المفهوم رغبة الناس بالتشارك في الصور عن المأساة، وعادة ما تتم بحسن نية. ولكن عندما يتم وضع أخبار عاطفية على محتوى منصات التواصل، فإنها تخلق فرصة للتضليل.

ويذكر الكاتب بقصص مشابهة حدثت العام الماضي، عندما غزا الروس أوكرانيا، ولم يمض وقت طويل حتى انتشرت صور ولقطات من حروب سابقة بالظهور على الإنترنت. وكان على المنظمة التحقق من صور ومحتويات ظهرت على بي بي سي بعد استخدامها صورا عن مسيرات عسكرية للجيش الروسي تبين أنها ليست صحيحة.

وعندما تحدث مآس كهذه، يحاول البعض البحث عن طرق تمكنهم من الاستفادة والحصول على متابعة جيدة. وفي عمل “فول فاكت” للتحقق من المعلومات وجد العاملون فيها حسابات عملت خصيصا لاستخدام الحادث والحصول على تأثير.

ومن الصعب وقف الناس الذي يشاركون صورا ومعلومات كهذه من الحصول على المال والشهرة، “لكننا نعرف أن معظمهم لديهم دوافع خبيثة، وهم لاعبون أشرار يحاولون استغلال المأساة. وهم أشخاص يحاولون البحث عن طرق ومشاركة المعلومات في أعقاب الحادث المحزن. وفي هذا يجب علينا أن نلعب دورا لمنعهم. فعندما ترى لقطات فيديو للهزة الأرضية، ما عليك إلا التساؤل إن كان ما فيه مقبولا؟ فالفيديو الذي زعم أنه يقدم لقطات عن انفجار نووي كان يمكن التأكد من عدم صحته من خلال بحث سريع على محرك غوغل.

أما الفيديو الذي زعم أنه يصور الهزة الأرضية الأخيرة، فقد كان من نيبال وليس تركيا، فكيف عرفنا هذا؟ لأن السيارات في اللقطات تحمل لوحات نيبالية وليست تركية.

وقال بانجواني: “في وقت المأساة، يجب علينا أن نعمل معا، ونتسم بالحذر حول ما نراه ونشاهده ونشارك به على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، فعندما تنتشر المعلومات المضللة فإنها قد تدمر حياة الناس، وفي الوضع الحالي قد تتسبب بعرقلة جهود الإغاثة لمن تضرروا من الكارثة وفقدوا أعزاء عليهم”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here