Home الشرق الأوسط وساطة عمانية غير معلنة لتخفيف التوتر بين طهران والرياض

وساطة عمانية غير معلنة لتخفيف التوتر بين طهران والرياض

0
وساطة عمانية غير معلنة لتخفيف التوتر بين طهران والرياض

أجرى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي السبت مباحثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومع نظيره أمير عبداللهيان في طهران التي وصلها السبت في زيارة تأتي في خضم تصاعد التوتر في المنطقة بعد اتهامات إيرانية للسعودية بتأجيج الاحتجاجات ومع تعثر الحوار بين المملكة والجمهورية الإسلامية وهو الحوار الذي ترعاه بغداد أملا في دفع جاريها (الخصمين الإقليميين) لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وحل الخلافات العالقة بينهما

وتلعب سلطنة عمان دور وسيط غير معلن في الخلافات بين الرياض وطهران واستضافت في أكثر من مناسبة محادثات يمنية بينما ترتبط بعلاقات جيدة مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ما أتاح لها قيادة جهود في السابق لتهدئة التوترات على أكثر من جبهة وإن اعتبرت أن جهودها لا تعد وساطة بقدر ما هي محاولة لتقريب وجهات النظر

وكان البوسعيدي قد زار قبل ذلك بثلاثة أيام العاصمة السورية، في زيارة لم تكن الأولى لمسؤول عماني في عهد سلطان عمان السابق السلطان قابوس ولاحقا في عهد السلطان الحالي هيثم بن طارق، في استمرار لسياسة الحياد الايجابي لتسوية الخلافات في المنطقة

كما تأتي زيارة الوزير العماني لطهران بعد حادث بحري أثار مخاوف من تهديدات لأمن الملاحة البحرية بعد أن استهدفت طائرة مسيّرة يعتقد أنها إيرانية ناقلة نفط في خليج عمان على ملك رجل أعمال إسرائيلي، فيما شدد المشاركون في مؤتمر تستضيفه البحرين على ضرورة وقف الاعتداءات الإيرانية ومحاولات زعزعة استقرار المنطقة

وأفادت الخارجية العمانية في بيان بأن رئيسي استقبل البوسعيدي بديوان الرئاسة في طهران حيث بحثا “العلاقات الثنائية (الطيبة) بين البلدين الصديقين والتأكيد على حرص الجانبين لتعزيزها وتطويرها وتبادل وجهات النظر حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية”

كما اجتمع البوسعيدي، وفق البيان مع نظيره الإيراني خلال الزيارة التي لم تحدد مدتها، حيث بحثا “علاقات التعاون الثنائي وسبل متابعة تطويرها وعددا من المستجدات الإقليمية والدولية”
وأكد الوزيران على “مواصلة التشاور ودعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار عبر الحوار والحلول السياسية التوافقية”
وتسعى عمان للقيام بجهود وساطة لتخفيف التوتر وذلك بعد ان اكتسبت خبرة في اطار تحركات سابقة لتقريب وجهات النظر بين طهران وعواصم خليجية ونزع فتيل التوتر مع الرياض وقد نجحت في ذلك وفق مراقبين
ولا تريد مسقط ان يؤدي التصعيد الأخير لحرب شاملة حيث ستكون أولى الدول المتضررة من التداعيات خاصة على المستوى الاقتصادي فيما يرى مراقبون ان السلطنة تلعب دور الوسيط وفق رغبة سعودية وغربية
وفي الآونة الأخيرة كثف المسؤولون الإيرانيون من اتهاماتهم للسعودية بالوقوف وراء تأجيج الاحتجاجات على مقتل الشابة الكردية مهسا اميني حيث توسعت وتأججت المظاهرات في مناطق سنّية بالأقاليم النائية وهي الأقاليم التي تقطنها أقلية بينها الأقلية السنّية وتشهد منذ سنوات توترات بسبب سياسة التهميش والتمييز التي يعتمدها النظام الديني الشيعي بحق تلك المناطق
وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت الأربعاء الماضي إن طائرة مسيرة إيرانية هاجمت الناقلة باسيفك زركون يوم الثلاثاء لتؤكد هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بعدها بايام ان طائرة مسيرة هددت سفنا وذلك على بعد حوالي 50 ميلا جنوب غربي مسقط
ويأتي اللقاء بعد 3 أيام من رسالة من سلطان عمان، هيثم بن طارق، قدمها البوسعيدي، الأربعاء، خلال زيارة لدمشق، إلى بشار الأسد رئيس النظام السوري، تناولت تعزيز علاقات البلدين، وفق بيان للخارجية العمانية آنذاك.
كما شهدت أيضا “بحث المستجدات الإقليمية والدولية والتأكيد على أهمية دعم كافة الجهود والمساعي الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”
وتأتي الزيارتين بعد نحو أسبوعين، من دعوة أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في قمة الجزائر، إلى تسوية الوضع “المأزوم” في سوريا و”غلق صفحة الماضي بآلامها”، و”السعي نحو وضع جديد” يتيح لدمشق العودة إلى الانخراط في الجامعة
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد عضوية سوريا؛ جراء اعتماد نظام بشار الأسد الخيار العسكري لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس/ آذار من العام ذاته، للمطالبة بتداول سلمي للسلطة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here